2.99 دولار
إن أشق لون من ألوان الكتابة هو الكتابة عن سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- ويرجع ذلك إلى أكثر من سبب, ولعل أول هذه الأسباب وأخطرها هو جلال الموضوع وعظمته, فكلما إقترب الإنسان من أخباره يشعر بالهيبة والعظمة, وتروعه الصورة المشرقة للنبوة ببهائها, وتملك عليه نفسه بروائها ونورها, ويجد المسلم نفسه مستغرقا متأملا بحيث يجد رسالة السماء كلها بكل جلالها تجسدت, فصارت سيرة محمد بن عبدالله, وخُلق محمد بن عبد الله, وأنى للكلمات أن تعبر عن ذلك أو للقلم أن يصوّره, يقينًا كل من حاول أو كتب عن المصطفى يشعر بعجز القلم “حقيقة لا مجازا” ويقينا يشعر بأن ما كتبه دون ما أحسه وشعر به ولعل السبب الذي يلي ذلك هو كثرة ما كُتب ونُشر عن سيرته, وفي هؤلاء الكرام الكاتبين من كبار الأئمة وصفوة الصالحين, ومن معاصري الأساتذه ورجحاء الباحثين, ما جعل الإنسان يتردد أن يقف في صفهم, ويتهيب أن تبدو قامته بإزائهم. ترددت كثيرا من أجل هذا, وأحجمت فعلا وحقيقة, ولكني عُدت فأقدمت, أقدمتُ ضعيفًا أشعر بضعفي, عاجزًا أشعر بعجزي, ولكن أعانني وشجعني, وفسح لي في الأمل , إنه نبي الرحمة, وأنه كان يرحم الضعيف, ويقبل منه جهده مهما قل, ويراه منه كافيًا مجزيًا, وكان حقًا كما قال: “رحمة مُهداة”.
🚚 التوصيل المتوقع: 3-8 أيام عمل.
الوزن | 0.3 كيلوجرام |
---|---|
الكاتب | |
عدد الصفحات | 101 |
الناشر | |
الحالة | |
اللغة |