تتميز هذه المقامات بأنها الإحياء الأهم في تاريخنا المعاصر لفن المقامة العربي القديم، نشرها صاحبها في حلقات منجمة فحازت من القراء عين الرىي والحفاية، إذ جري فيها على شاو بديع، فلم يتصنع فيها الغرض الذي رامه اكثر المقاماتيين القدماء بتعمدهم إيراد الملحة أو العظة أو النادرة،ولم يهدف من ورائها إلى البرهنة على الحذق باللغة والتدليل على القدرة الأدبية والفنية بل هي ابنة عصرها وناسها وزمانها.
لقد صيغت هذه المقامات لغرض إنساني بحت تجلت خلالة صورة حياة الإنسان المعاصرة بتقدمها التكنولوجي والعلمي وبجوار ذلك أزمات إنسان هذا العصر ومعاناته.
(مقامات ابن كساب) اللغة البديعة وصورة الحضارة الحديثة وقضايا الانسان المأزوم.