عسلية

انتبهَ لصراخِ الصّبي الذي ينادي بأعلى صوته،
– يا عمّ محماااااد، عندك عثلية؟
أمسكَ وجه الطفل بكفّيه يكادُ يحتضنه،
ويُعطيه- ضاحكًا- حزمةً من حلوى العسلية،
– عندي أحلى عثلية في الدنيا.
ضحكتُ لدُعابته للطّفل، بقلبِه نظرَ إليها, وحبُّ الدنيا بعينيه،
مَن تقف أمامَه الآن ليستِ الطفلة الجميلة الحالمة ذات الشّعر الأسود والعيون العسلية والضحكة الصافية،
عندما نحبّ فنعفّ، ونشْتهي فنتّقي، ونُحرَم فنصبر،
عندما نؤمنُ أنّ مَن رُزق الحبَّ فقدْ رُزق خيرًا كثيرًا، كما أعلنها محمّد صلى الله عليه وسلم “إنّي رُزقت حبَّها” مُعلنًا للعالمين عنْ حبّه لزوجه خديجة.
إلى كلّ حالمٍ بالحُب، وبالطّهر، والنقاء،
إلى كلّ مَن يبغي سكنًا، فيه السكن،
إلى كلّ هؤلاء…. أهدي “عسلية”.