هذا الكتاب أو قل إنه محاولة في تدبر الكتاب الحكيم، و التدبر شيء غير التفسير، و التدبر شيء غير التأويل. التدبر طريق لازمة للجميع، للمسلم وغير المسلم على السواء فالقرآن الكريم يدعونا إلى هذا التدبر \” أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها\” ويقول تعالى: \”كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ\” أي أنه جعل الغاية والعلة من وراء التنزيل الكريم دائرة مع التدبر، والتعقل، وطلب الفهم.