تكمن قيمة هذا الكتاب وأهميته، في أنه يسلط الضوء على مسيرة النقد الروائي منذ بداياته، ومدى مواكبته للفن القصصي الناشىء،من خلال مفاهيم ومعايير نقدية ملتبسة وغير محددة في أول الأمر، نظرا لحداثة هذا الفن وعدم اكتماله ووضوح الرؤية لدى كثير من النقاد، ومن ثم سعى نقاد الرواية إلى تأسيس مناهج نقدية وعلمية واضحة وخاصة بالفن الذي يعالجونه، له مقولات محددة ودقيقة وواضحة تناسب فن الرواية.
وقد قدم الكتاب دراسة مستفيضة لبدايات النقد الروائي في مصر، وسلط الضوء على أهم المدارس النقدية المعروفة مثل المدرسة الواقعية والنقد الإسلامي والبنيوية وغيرها. ولم يتوقف جهد الباحث على التعريف بالجانب النظري في هذه المدارس، فهذا جهد ضائع وغير مفيد ما لم يكن مقترنا بتطبيقات النقاد أنفسهم، وباختصار شديد: هذه دراسة في نقد النقد الذي تناول الرواية المصرية منذ نشأتها، ويعد هذا الكتاب سلسلة تالية وضرورية للدراسة التي قام بها الدكتور أحمد الهواري في هذا الباب، حيث انتهت الفترة التي درسها عند عام1960، بينما يبدأ هذا البحث من العام الذي انتهى عنده الدكتور الهواري.