وعندما كانت تفتحُ الباب الخشبي الضّخم بالمفتاح المعدنيّ الضّخم الأثري، وتخرج إلى الشّارع يعلوها كسل العراقة، تفاجأ بالزّحام كلّ مرّة، كخطر يهدّد انطواءها المشحون بالقلق، وتفاجأ كغزالةٍ بهذه النّظرات النّهمة التي لا زالت تطاردها من البعض في الطريق, وتربكُ خطواتها.
تلك النّظرات التي ازدادتْ وقاحتُها من بعد موْت والديها، كانوا يتثاءبون في شهوتِهم المريضة تثاؤبَ الذّئاب، حتى أصابها شكّ في نفسها من شدّة يقينِ هؤلاء الجوْعى في أنّه يليق بها أنْ تقع، كأنّهم رأوا في ظلالِ رموشها الكثيفة إثمًا لم تأثمْه بَعْد.