لماذا رفضت الماركسية؟ – مصطفى محمود

8.99 دولار

حينما بدأت أكتب فى الخمسينات كانت الماركسية هى موضة الشباب الثائر فى ذلك الوقت .. وكنا نقرأ منشوراتها فى نهم فتحرك مثالياتنا بما تعد به من فردوس أرضى وعدالة ورخاء وغذاء وكساء للعامل والفلاح ومحاربة للاقطاع والاستغلال وتحرير للجماهير الكادحة. وكانت موسكو تبدو لنا فى ذلك الحين الكعبة الأم لهذا الدين الجديد الذى يشع بالخير والرفاهية لكل من يدور فى فلكه. وكانت أول صحوة لنا من ذلك الحلم حينما سافرنا إلى الخارج ورأينا الخراب والبؤس والوجوه الكئيبة المتجهمة فى المجر ورومانيا وألمانيا وكافة البلاد الشرقية التي تجرى فى هذا الفلك وبحثنا عن الرخاء والرفاهية والحرية والفردوس الأرض فلم نجد له أثرا. وكانت الصدمة الثانية الأعظم حينما فتح خرشوف ملف ستالين وأعلن على رءوس الأشهاد المظالم التى ارتكابها ستالين والملايين من العمال والفلاحين والمثقفين الذين قتلهم فى السجون والمعتقلات وأعدمهم بالرشاشات وألقاهم للموت فى جليد سيبريا وأسلمهم لآلات التعذيب بين يدى الجلاد الرهيب بريا. ويومها قالوا لنا.. إنه التطبيق .. الذنب فى التطبيق السيئ .. ولكن النظرية بريئة مبرأة من هذا كله. واحتاج الأمر مني إلى سنوات من القراءة والدراسة والعكوف على المجلدات الأصلية للمذهب لكى اكتشف أن الفساد ليس فى التطبيق ولكن الفساد في المذهب نفسه وأن تلك الأفكار الثورية لم تكن أكثر من تحشيد وتحريض ودفع لكتل الجماهير نحو ثأر تاريخى يخرج العالم من ظلم ليلقى به فى ظلم أفدح وأشمل وأعم.

🚚 التوصيل المتوقع: 3-8 أيام عمل.

🛒 خصم 10% لمدة محدودة.
⚠️ معلومات عن توافر المنتج إتاحة المنتج ترتبط بدقة تحديث البائع للمخزون. عند عدم توافره نلتزم بالآتي: نبذل قصارى جهدنا لتوفيره من مصادر بديلة. نرد المبلغ المدفوع إذا لم ننجح بتوفيره. نهدي إليك تخفيضًا على طلبك القادم.

معلومات إضافية

الوزن 0.3 كيلوجرام
اللغة

عدد الصفحات

88

الناشر

الكاتب