الإعلان الإسلامي

حين تطرح فكرة النهضة، يصطدم ذلك الطرح دائما بنوعين من الناس؛ المحافظون ودعاة الحداثة. يتعلق المحافظون باألشكال القديمة، ويتطلع دعاة التحديث إلى األشكال األجنبية؛ يجر األولون اإلسالم إلى الوراء نحو الماضي، ويُقحم اآلخرون اإلسالم في متاهات مستقبل أجنبي. ورغم هذا االختالف، فإن هذين النوعين من الناس بينهما شيء مشترك، فكالهما ينظر إلى اإلسالم من زاوية ضيقة، حيث ال يرى فيه إلى «دينًا مجردًا» بالمعنى األوروبي لهذه العبارة. ونحن نرى في هذا الموقف قصورًا في فهم لغة اإلسالم ومنطقه، بل إخفاقا أكبر في فهم روح اإلسالم ودوره في التاريخ والعالم. لقد أدى هذا القصور إلى سوء فهم جسيم لإلسالم باختزاله إلى مجرد «دين»، وتلك فكرة خاطئة تمامًا.