27.99 دولار
لم يثر أي فيلسوف على مر تاريخ الفكر الفلسفي ما أثاره ابن رشد من دوي: فما أكثر ما مجد بعد وفاته، وما أكثر ما هوجم، وكفر ابن رشد رسميا في حياته وبعد مماته، في حياته من جانب علماء الكلام المسلمين وبعد وفاته من جانب الكنيسة ورجالها. وكأنما كان على ابن رشد، حامل لواء العقلانية في العصور الوسطى، أن يتحمل وحده كل الهجوم الذي يثيره دائما هذا الاتجاه في أي عصر يضع العقيدة الدينية في المرتبة الأولى، ويجعل دور العقل في خدمة تلك العقيدة والدفاع عنها . ولم يكن ابن رشد، في حقيقة الأمر كما بينا، ملحدا كما صوره الكثيرون، بل كان فحسب صاحب عقلية تلتزم دائما بالمنطق وتطالب بحقها في اخضاع كل شيء، باستثناء بعض العقائد الدينية، لحكم العقل.
وكان في استطاعة العصور الوسطى المسيحية أن تتجاهله تماما، لولا أنه كان أعظم شراح ارسطو ذلك الفيلسوف الذي أقبلت عليه هذه العصور إقبالا عظيما على يد مفكريها سواء كانوا علماء لاهوت أم فلاسفة. لقد فعل ابن رشد لأرسطو ما لم يفعله المؤلفون المسلمون إلا للقرآن، فبدا في معظم الأحيان وكأنه يريد التفكير لحساب أرسطو أكثر مما يريد أن يفكر لحسابه، مما جعل فلسفته تمثل عودة للأرسطية الأصلية ورد فعل ضد الفلسفة الأفلاطونية المحدثة.
🚚 التوصيل المتوقع: 3-8 أيام عمل.
الوزن | 0.3 كيلوجرام |
---|---|
الترقيم الدولي | 9786589095477 |
الناشر | |
الكاتب | |
مقاس الكتاب | 14*21 |
الحالة | |
اللغة | |
عدد الصفحات | 400 |