«هل وقته الآن الكلام عن الحسين؟
نعم، في كل وقت نحن في حاجة إلى هذا الزمن، ومع كثرة ما كُتب – وما قُرئ – عن الحسين سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة (جعلَنا الله من شبابها… يا رب) فإن كثيرًا من العيون والأقلام أغفل الحديث عمَّا بعد مقتل الحسين… ماذا جرى تحت اسم دمائه الطاهرة؟
ستجد في هذا الكتاب شيئًا مما أريد أن أقوله، لكن لن تجد كل شيء تمنيت أن أقوله، وعليك أنت أن تقرأ وتخرج بما تريد.
لكن ما أضمنه لك، أمران:
الأول: أنك ستُحِب سيدنا الحسين أكثر.
والثاني: أنك سترى هولًا لا تطيقه، ودماءً لم تعهدها، وأحداثًا أغرب من أن تتخيلها. وكل هذا حقيقي، وسنده الأساسي ابن كثير والطبري.
عندما أعدت قراءة كتابي هذا، قررت أن أحذف منه كثيرًا وأضيف إليه أكثر. لكنني كلما كنت أحاول، أعود فأرى الدم المراق، والأحصنة اللاهثة، والسيوف اللامعة، وألسنة النار، وألوان الخيانة، ودفقات الجثث، وصراخ الثكالى، وجموع الرؤوس المقصوفة والمذبوحة. فلم أحذف، ولم أضف.»