دراسات في الديمقراطية المصرية

دراسات هذا الكتاب أعدت في فترة سابقة، ولكن تظل استمرارية دراسة ما ورد به عند مؤلّفه أنه يعكس وجهة نظره ونتائج دراسته لحق من تاريخ مصر المعاصرة منذ نهاية القرن التاسع عشر وثورة ۱۹۱۹ ونظمها السياسية، وذلك من خلال النظر الديمقراطي، واتصال هذا التنظيم السياسي بالقوى السياسية العاملة في المجتمع في الفترات التاريخية المشار إليها فيه وأثر ذلك الممتد بعمق في الحاضر المعيش. وأنا في هذه الطبعة قصدت مع إعادة نشر هذا الكتاب أن أزيد فصولاً تتعلق بالفترة التالية لما ظهر في هذا الكتاب ألول مرة، ألن مياها جرت وأحداثًا وتشكيلات جرت، سواء في البنية االجتماعية أو في القوى السياسية أو في عالقات الجماعات ببعضها البعض، وقد الحظت أن وهنا أصاب البيئة االجتماعية العامة في هذه الفترة األخيرة، منذ الثمانينات من القرن الماضي حتى اآلن. وانكشف ذلك بوضوح مع ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١. ومن ثمّ أثبت دراستين عن هذين األمرين، أوالهما تتعلّق بعنصر رأيته هاما وكان سببا في ظني لما أصاب البيئة اإلنسانية العامة في مصر من وهن وجودي، والدراسة األخرى تتعلق بالتعثر الديمقراطي الذي أصاب المجتمع والدولة. ولما كان الشأن الخاص بالخالف الثقافي حول ماهية الدولة أو حول الهوية) هو ما ثار وطفى على كل الصراعات السياسية الخاصة بالشأن الديمقراطي بحسبانه الشأن الأول والرئيسي في ثورة ٢٥ يناير، بحيث إن الخالف حول الهوية قد اتخذ مستوى من الحدة يكاد يكون طائفيًا وأفضى إلى ما نحن فيه من تصدع ديمقراطي، فقد حاولت في دراسة أخيرة أن أوضح ما يتعين أن يتضح لنا ونلتزمه ونتقيد به في هذا الشأن الثقافي ليكون شأنا بعيدًا ومتميزا عن شئون الصراعات السياسية قدر الإمكان. وهذه الإضافات الثالث ضمنّاها إلى هذا الكتاب في طبعته هذه لتشمل القسم الثالث فيه.