أسرار التوحيد عند أبي سعيد

هذا الكتاب من الآثار الخالدة فى اللغة الفارسية، مؤلفه محمد بن المنور، حفيد الشيخ أبى سعيد؛ حيث سجل فيه أحوال جده وأخباره وكذلك الكرامات المنسوبة إليه. يعتبر هذا الكتاب من المصادر الأساسية التى اعتمد عليها فريد الدين العطار فى كتابه “تذكرة الأولياء”. يعد الشيخ ابوسعيد من رواد الصوفيين ومن كبرائهم في زمانه … ينتسب الى المدرسة الملاماتية التى تتلخص رؤيتها فى ان الاموال وكل ملك دينوي مادي تقاس قيمتها بما توفره من خدمات ورفاهية للناس كما ركز اصحابها على ترويض الانا ومعالجة تضخيم الذات بطريقة تشبه التحليل النفسي اليوم … وحاربوا الرياء الذي يعمل كالتبرير على حجب الحقيقة كانوا على العموم يمتازون بقوة العاطفة الدينية وجهاد النفس العنيف ومحاربتها ومحاسبتها على كل ما فرط منها وما يتحمل ان يفرط … عاصر ابوسعيد كلا من الفردوسى صاحب ملحمة ( الشاهنامة ) اي كتاب الملوك وكذلك الفيلسوف ابن سينا وكان ثمة لقاءات وحوارات بين الاثنين وفي هذا الكتاب نطلع على طرائق الشيخ ابي سعيد في الحياة والعلاقات بين الناس وكيف كان يرى ان ( الكل في واحد والواحد فى الكل ) تعنى ان التصوف ليس في العزلة والاعتكاف في صومعة او برج عاجي بل هو فى مخاطبة الناس وتعليمهم والتعلم منهم كي تغتني التجرية الصوفية وتثرى الافكار الفلسفية عملا بسنة النبي الكريم … اقتران العمل بالعلم.