ساعة رملية تعمل بالكهرباء

هي حكاية كاتب يحاول أن يكتب رواية على مدى عقدين بغير جدوى. أغرق في عزلته ليكتشف كأنما سن الأربعين بروفة لما هو بعدها. وأن للمال الزائد إرادة تعلو على النوايا الطيبة. وأن المجتمع ليس في حاجة إليه.
حتى في السجن يتبين له أن الكبار كبارٌ والصغار صغارٌ. وأن إدارة السجن تعامل الكبار كأنهم حكام محتملون باحترام وتقدير. يقبل على الشراب والنساء اللائي اعتدن بدورهن إرضاء الله والعشيق والزوج والمجتمع بغير أي شعور بالتناقض.
هذا هو ظاهر الحكاية لكاتب من أصول شعبية.
أما باطنها فيكشف أزمة وجودية لمثقف تشغله التابوهات الشائعة؛ الدين، الجنس، السياسة. يحاول اختراق تلك الحواجز الاجتماعية ويراها تمثل العبودية الحقيقية. وأن لا تحرير له إلا بتحطيمها. لا بأن يغير طبقته، ويصبح سيدًا يطوي عبدًا بداخله.
ترصد الرواية جانبًا من تدهور وانحدار الطبقة الوسطى، وسيادة الحثالة والهاربين من كل الطبقات. هي رواية في وصف مصر على مدى السنوات الأخيرة بلغة الفن الروائي. لكاتب وحيد، طلق مرتين، لكنه لا يزال مفعمًا بالذاكرة.