العنف الديني – الأسباب الماورائية من انتصار العنصرية إلى غياب القيم الإنسانية

هذا الكتاب يهدف إلى تحريك المياه الراكدة فيما يتعلق بقضية العنف الديني، إذ الملاحظ أن تناول هذه القضية يتم من جانب واحد، مع إغفال جانب مهم، له دور فاعل في تأجيج صراع العنف الديني داخل مجتمعاتنا والعالم أجمع وهذا الجانب المنسي هو المتعلق بالعنصرية الغربية وغياب القيم الإنسانية، وهذا ما حاولنا تسليط الضوء عليه في هذا الكتاب. فلا شك أن البشرية تعاني بشدة جراء العنف الذي يتمسح أصحابه بالدين، ومن ثم حاولنا أن نوصل لمفهوم العنف، وهل هو من الدين أم من التدين ؟ مع بيان خطورته على الدين والإنسانية، وقد توسعنا في الموضوع الرئيس الذي سيق الكتاب من أجله، فغياب القيم الإنسانية أشاع نزعة تعصبية كان لها أثرها السيئ على البشرية، خاصة في بعض القضايا المصيرية والدينية التي تعامل فيها الغرب بعنجهية، وكال فيها بمكيالين. ومن ثم فإننا لا نبرئ الممارسات الغربية من كونها كانت ولا زالت أحد الأسباب الرئيسة التي تغذي العنف الديني والجماعات المتشددة التي اتخذت من التفكير والهجرة منهجا ومنطلقا.