التحليل النفسي للشخصية المصرية – طلعت حكيم

يحظى موضوع الشخصية المصرية بأهمية بالغة على مستوى المصريين كشعب أو سلطة، وكذلك يهتم به دول أخرى كثيرة سواء دول صديقة منا بينها وبيننا علاقات مشتركة أو دول معادية تهتم بفهمنا، وفي حقيقة الأمر أن شخصية المصريين ليست بسيطة التركيب، أو سهلة للنيل منها .. وليس هذا الأمر تحيز علمي من باحث مصري بل هو واقع لاحظنا نتائجه عبر مختلف الفترات التاريخية منذ نشأة الحضارة الإنسانية. ويختلف الكتاب الحالي عن غيره من المؤلفات الأخرى التي تعرضت للشخصية المصرية في أنه ليس مجرد مجموعة مقالات تم دمجها في كتاب أو تأملات نظرية أو بحث سطحي يعتمد على رؤية المصريين لذواتهم، وإنما هو أول دراسة تحليلية نفسية متعمقة لدراسة الشخصية المصرية في سياق علمي لأبعادها تشخيصاً لمشكلاتها، ومحاولة رسم خطة لعلاج نقاط الضعف. ليس ذلك فحسب بل تأتي أهمية الدراسة أيضاً في الفترة التي تخضع للتحليل، والتي تمتد من الثمانينيات من القرن العشرين وحتى السنوات الأولى بعد ثورة يناير 2011 أي أنها الفترة الزمنية التي تمتد لأكثر من ثلاثين عاماً، وترصد تطور الشخصية المصرية حتى انتفاضتها في الثورة.. كما يحاول وضع رؤى علمية تنبؤية لما يمكن أن تسير عليه الأمور في المستقبل القريب والبعيد. ويركز الكتاب بصفة خاصة على الشخصية المصرية المهمشة، ورصد أهم ملامحها، واضطراباتها .. ولكنه لا يقف عند هذا بل نجده يرصد صورة السلطة والعلاقة بها والخطابات الإيديولوجية السائدة في كل فترة زمنية، وقراءة ما بين سطور الشخصية المصرية، والعلاقات بين الشخصية في المجتمع المصري ومفهوم السلطة – الأبوة الذي تغير بثورة يناير.