صار إعمال العقل التّاريخيّ مكوّناً أساسياً في التّنمية الثّقافيّة والمعرفيّة الّتي يصبو إليها العرب، خصوصاً في العقود الأخيرة الّتي شهدت تنامياً في صعوبة ترسيخ النّظر التّاريخيّ في الماضي، وتحويل ماضينا إلى تراث متجانس لا زمان له ولا مكان.
يبحث هذا الكتاب في شأن النّبوّة ومعانيها الممكنة لدى عرب الجاهليّة، ويستنطق النّصوص المتبقّية من المصادر المعتمدة في الرّواية التّأريخيّة العربيّة، محاولاً النّفاذ إلى ما قد تحتوي عليه من نوى تاريخيّة، ومعتمداً التّحرّي التّاريخيّ وإدخال الزّمان والمكان والواقع من أجل النّظر في الماضي العربي البعيد.