سيدنا عمر بن الخطاب – فرق الله به بين الحق والباطل

نال الفاروق عمر (رضي الله عنه) منزلةً عاليةً ومكانة عظيمة؛ فقد كان إسلامه عزًّا، وهجرته نصرًا، وخلافته عدلاً، وجعل الله (عز وجل) الحق على لسانه وقلبه، فكم من آيات تنزلت وحيًّا فوافقت ما في قلب عمر (رضي الله عنه) وأيدت رأيه، وقد بلغ إيمان عمر من القوة والشدة مبلغه، حتى كان الشيطان يخاف منه، فقد قال له رسول الله (صلي الله عليه وسلم): \”والذي نفسي بيده، ما لقيك الشيطان قط سالكًا فجًّا إلا سلك فجًّا غير فجك\” [رواه مسلم].
وهذا الكتاب، تضيء صفحاته بسيرة ذلك الصحابي الجليل؛ الفاروق عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، الذي فرق الله به بين الحق والباطل، حيث يتناول المؤلف مولد الفاروق عمر (رضي الله عنه)، ومرحلة شبابه وزواجه وأولاده، وكيف كان إسلامه، وما قدمه من تضحيات وجهاد في سبيل الله، وبشارة النبي (صلي الله عليه وسلم) له بالجنة. ويبرز المؤلف من خلال صفحات الكتاب حياة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) كوزير ثانٍ للنبي (صلي الله عليه وسلم)، ثم كنائبٍ للخليفة الأول أبي بكر الصديق (رضي الله عنه)، ثم حياته كأمير للمؤمنين، وكيف حمل الأمانة على عاتقه، وقام بها خير قيام؛ فقد كان عهد الفاروق \”عمر\” عهد الإنجازات في شتى المجالات، ولعل من أهمها أنه أكثر من الفتوحات الإسلامية في بقاع المعمورة، ففتح الشام والعراق وفارس ومصر وغير ذلك من الأمصار، كما أنه أول من اتخذ الهجرة مبدأ للتاريخ الإسلامي، كما أنه أول من دون الدواوين، وأول من اتخذ بيت المال، وأول من اهتم بإنشاء المدن الجديدة، وهو ما كان يطلق عليه \”تمصير الأمصار\”، وكانت أول توسعة لمسجد الرسول (صلي الله عليه وسلم) في عهد الفاروق عمر (رضي الله عنه).