قراءات جديدة في قضايا فلسفية

دأبت الفلسفة منذ أن وجدت على يد فيلسوفها الأول طاليس في القرن الخامس قبل الميلاد عل طرح السؤال، وكان شغل الفلاسفة وهمهم الأول أن يطرحوا السؤال الفلسفي وقد لخص أرسطو أسئلة الفلسفة بمتى ؟ وكيف؟ ولماذا؟ واستمرت هذه الحال في اليونانية والعصور الوسطى بشقيها الإسلامية والمسيحية، وكذلك في الفلسفة الحديثة إلى أن تنبه الفيلسوف البريطاني برتراند رسل في الفلسفة المعاصرة وقال بان مهمة الفلسفة ليست في تحصيل مجموعة من الحقائق مثل سائر العلوم بل في البحث فيما لو يتيسر الحصول على جواب عنه من مسائل، أي إن مهمة الفلسفة ليست في طرح الأسئلة بل في الإجابة على الأسئلة المطروحة، عليه فإن منهج كتابي هذا وفكرته تتماشى مع هذا الطرح الرسلي الفلسفي.
كتابنا الذي بين أيديكم هو قراءة في الفلسفة، أي محاولة الإجابة عن أسئلة فلسفية مطروحة على الساحة الثقافية، ففصله الأول يكمن في طرح سؤاله الأول، هل هناك مضامين فلسفية للحضارة العربية الإسلامية ؟ وإذا كانت كذلك فما هي مصادر التـأمل الفلسفي للفيلسوف المسلم الذي صاغ هذه المضامين الفلسفية؟ وكانت الإجابة، أن المضامين الفلسفية للحضارة العربية الإسلامية هي:
التصور الفلسفي للوجود، معنى الحياة وهدفها، كينونة الإنسان، ماهية العقل وفاعليته، الإلزام الخلقي، التعبير الجمالي، العدالة، الثنائية، أما مصادر مادة التأمل الفلسفي فهي القران الكريم والحضارات القديمة وفكر المدارس الثقافية قبل الإسلام فضلا عن الكتب الفلسفية المترجمة.