يمكننا القول بأن بداخلك كرجل أربع شخصيات رئيسية تتحكم بك وبأفعالك! تتمثل في: الملك، والمحارب، والمُحب، والساحر. وكل محور من تلك المحاور يمتلك نقاط قوة لابد وأن تتعرف عليها، ونقاط ضعف لابد وأن تأخذ حذرك منها، حتى تصل إلى الرجولة الناضجة.
يمكن لكل منهم أن يتلاعب بك ومن ثم القضاء عليك إذا لم تتمكن من السيطرة عليه وتقويمه. ولتتمكن من فعل ذلك، لابد وأن تتعرف على جانب آخر من جوانب شخصيتك، ألا وهو اللاوعي، أو ما يطلق عليه الآن «الظل». فيمكن لكل شخصية من تلك الشخصيات الأربعة الاختباء فيه، ومن ثم معاناتك من أثر هذا الاختباء؛ فبالتأكيد لن ترى عيناك ما لا يدركه عقلك. ولهذا لابد من كشف هذا الظل وتلك الآليات الديناميكية التي تحدث به حتى تتمكن من معرفة سبب معاناتك وما يجب تقويمه حتى تتمكن من البدء في عملية شفائك.
إذا وجدت أنك تبالغ في تصرفاتك وردود أفعالك، وإذا تدهور بك الحال ولم تعد تسيطر على نفسك ولا تعرف سبب كل ما تقوم به؛ فعليك النظر في تاريخك وماضيك، فحتما ستجد الإجابة في مكان ما هناك. فكثيرًا ما ستجد أن طفولتك وما اختبرته فيها سبب هروب كل شخصية من شخصياتك إلى الظل وكبتها في اللاوعي. وربما تجد أيضًا تفسيرًا لأفعالك التي لا تجد سببًا لها الآن، أو دعني أبدل كلمة «ربما» بـ«حتمًا». ستكتشف ذلك بنفسك على كل حال، خاصةً عندما تتعرف طبيعة الجروح التي أصابت كل محور من تلك المحاور، وكيف ساهمت تلك الجروح في نشأتك على ما أنت عليه الآن. ونعم، لا بد من تعرف ذلك أيضًا، فحينها فقط ستتمكن من قبول نفسك والبدء في عملية الشفاء. فلا تتهرب من هذه المرحلة بالذات!
