ماذا لو أنك ترى العالم بنظرة واحدة لا تتغير منذ أن كنت طفلًا، ثم شابًا، ثم رجلًا ناضجًا؟
“أحلام سعيدة يا صغيري” للكاتب الإيطالي ماسيمو جارميلليني، هي تعالج تأثير حادث فقد الأم على حياة ابنها، حتى رغم مرور أربعين عاما على هذا الحادث، وحتى بعد أن مر الابن بأحداث كثيرة، وانتقل من العمل في المحاماة، إلى كتابة الرواية، وتزوج وانفصل مرتين، ولكن سرا جديدا بانتظاره عن ملابسات رحيل الأم، يضعه من جديد أمام الماضي.
تتميز الرواية بإحكام السرد، وبالتفاصيل التي لا تخلو من حس ساخر في بعض الأحيان، وفيها دراسة نفسية ممتازة لحالة الشخصية المحورية ماسيمو، وهو أيضا اسم المؤلف، مما يشير الى أن الرواية مستلهمة من سيرته الذاتية، ومن علاقته بأمه، وهي أيضا رواية عن الفقد، دون بكائيات، وعن التصالح مع الماضي، دون افتعال.