الصعود العالمي للشعبوية – الأداء والأسلوب السياسي والتمثيل

على مدى العقدين الماضيين – لا سيما في العقد الأخير أو نحو ذلك – تصدر الشعبويون حول العالم العناوين الرئيسية للصحف والمجلات من خلال تحريض “الشعب” ضد “النخبة باسم السيادة الشعبية والدفاع عن الديمقراطية. وقد شهدت أوروبا موجة عارمة للشعبوية تزعمها قادة أمثال سيلفيو برلسكوني وخيرت فيلدرز ويورج هايدر ومارين لوبان، وحققت الأحزاب الشعبوية في جميع أنحاء القارة نجاحا سياسيا لافتا استمر لفترة طويلة وشهدت أمريكا اللاتينية قيام قادة شعبويين يساريين مؤثرين بإحداث تغيير لا رجعة فيه في تلك المنطقة من العالم مع فوز كل من هوجو تشافيز ونيكولاس مادورو وإيفو مورالس ورافائيل كوريا بمنصب الرئاسة في بلدانهم. وفي الولايات المتحدة تسبب حزب الشاي – ظاهريا – في الإغلاق الحكومي الذي حدث في عام ٢٠١٣، وشكلت شخصيات مثل سارة بالين وتيد کروز ودونالد ترامب الوجه الجديد للتيار المحافظ في الولايات المتحدة. وفي منطقة آسيا والمحيط الهادئ كان للشعبويين أمثال تاكسين شيئاواترا وجوزيف اراب إسترادا وبولين هانسن وونستون بيترز بصمات لا تمحى على بلدانهم، بينما نالت أفريقيا نصيبها من القادة الشعبويين الغلاظ تحت رئاسة يوري موسيفيني ومايكل ساتا وجاكوب زوما. وبعبارة أخرى، فقد عادت الشعبوية لتنتقم. وأصبح الآن ما كان ينظر إليه ذات يوم على أنه ظواهر هامشية تعود إلى عصر آخر أو أجزاء معينة من العالم الدعامة الأساسية للسياسة المعاصرة في جميع أنحاء العالم.