فكر خارج القبضة – دراسات في تصوف ابن عربي

التفكير خارج القبضة، مشروع ابن عربي الخلاق من أجل استعادة الخاصية الانطولوجية الانفتاحية للفهم الإنساني، بكل ما يحمله هذا الانفتاح من معاني الاعتراف بالحق في الاختلاف، والتشجيع على المبادرة، والجرأة على مغادرة الهويات المغلقة، وتمجيد التغيير والتجديد والاتساع والانبساط، باعتبار ذلك كله من مقتضيات الألوهية الواسعة والموسعة، المتمثلة في تجلي الحق باسميه “الواسع” و”الباسط” في الخلق، والذي يستحيل أن يحصره عقد أو يحيط به قيد.
حسب ابن عربي هذه الريادة القوية في محاولة الخروج من القبضة وتنفيسها، مثله مثل عدد من رواد الفكر الإنساني، الذين تحرروا من قبضة التقليد والاتباع، وفتحوا قبضات الكون والعقل بكشوفاتهم الباهرة، واكتشافاتهم الرائعة. فهل نجح ابن عربي، فعلا، في الإفلات من القبضة، والخروج من شرنقة الحدود والقيود والعقود؟ وهل وُفِّق في إحداث تصدع في أركان الصندوق المحكم الإغلاق؟ ذلك ما نترك أمر الإجابة عنه، والحكم عليه للقرّاءِ.