فشل المفكرين العرب – محمد ممدوح

السؤال الفلسفي القابع خلف الزمان والأحداث كافة، بأيهما تُبنى الدول.. بالقضاء على الاستبداد أم ببناء العقول، من أين البداية؟ وانقسم الفكر البشرى حول تلك القضية فآمن الفكر بالقضيتين كلتيهما وساندت كل فريق بينات تاريخية وشواهد عينية تحثه على التطرف في وجهة نظره، ولكني أنتمى إلى مدرسة بناء العقول أولاً، فبالوعى تبنى العقول، وبالعقول تبنى النفوس، وبالنفوس تبنى الأوطان حسبما يشاء المشيدون وتلك هي أزمة وطننا العربي اليوم، أن الحكام يتجهون إلى بناء المصانع وتعبيد الطرق ولم يفكروا ولو للحظة في بناء الإنسان القادر على تشييد المصانع وتعمير الوطن، وفشل الفلاسفة والمفكرون العرب في اتخاذ أي من السبيلين، وانشغلوا بالقشور والأعراض، فأصبح حال أمتنا في فناء الفناء، دون وجود مؤشرات على صيحة البقاء، ومن ثم كانت قضايا الكتاب حجرا في مياه طال ركودها.