مصر في العقد الأخير المديد عن القرن التاسع عشر – همود استعماري ومقاومة باطنة

يقدم هذا الكتاب بما يضمه بين دفتيه من أبحاث قيمة إطلالة مهمة على متاح متعددة للحياة في مصر خلال عقد التسعينيات في القرن التاسع عشر، فهذا العقد وتلك السنوات التي أعقبت هزيمة الحركة العرابية واحتلال بريطانيا لمصر في عام ١٨٨٢ حتي بداية القرن العشرين لم تحظ بالاهتمام الواجب من قبل الدارسين والباحثين أو المبدعين وحتى العوام الذين اعتبروها سنوات خمول وحمود و اجترار المرارة الهزيمة والدراسات التي قدمها أكاديميون مختصصون يشار لهم بالبنان تقدم قراءة جديدة لتلك السنوات وإعادة تقييم التاريخ الثقافية والنشاط الأدبي خلالها، عن طريق دراسة التحولات الجغرافية والسكانية والفكرية والتحسن في وسائل النقل وتخطيط المدن والاتصالات بما يكشف الأدوار التي اضطلعت بها شتى المجتمعات المحلية والجماعات المشتركة في الهوية والقضايا والمناقشات التي شهدها ذلك العقد حول الانتماءات السياسية والصراع حول الهوية، وما شهدته من تغيرات اقتصادية واجتماعية وسكانية وسياسية سريعة، وبلورة سياسات قومية مهدت الطريق لظهور الكفاح العمالي في بواكير القرن العشرين وحركات المعارضة السياسية والشبكات الاجتماعية ودراسات النوع الاجتماعي والتحولات التكنولوجية والثقافية المادية التي لا تزال بعض تداعياتها مستمرة ومؤثرة حتى يومنا هذا.