التربية وثقافة المقاومة في الشعر العربي المعاصر

صاحبت التربية نشأة المجتمعات الإنسانية منذ بدايتها, حيث عكست تصوراً معيناً للعالم من خلال تطور هذه المجتمعات, فارتبطت بالإنسان تنميةً وتهذيباً ليخلق عالمه الخاص به, وأدي ذلك إلي ارتباط مبادئه بقيم الجماعة التي حاول الانسجام معها. وفي كل مرحلة من مراحل حياة الإنسان كانت تواجهه تحديات كبيرة منذ أن وجد فوق سطح الأرض فقاوم ما اعترض طريق حياته حتي يضمن البقاء والاستمرار فتكونت لديه ثقافة المقاومة التي أكدت ذاته علي مر التاريخ . كما صاحبت نشأة المجتمعات نشأة الشعر الذي كان شفهياً, ثم خطي خطوات كبيرة ليكون شعراً مربياً ومقاوماً، فارتبطت المقاومة في الشعر بذات الشاعر من خلال رؤيته للعالم. ويعرض لتربية المقاومة وثقافتها في الشعر العربي المعاصر من خلال ثوابت ترتبط بالنزعة الإنسانية, وهذه الثوابت تحمل في طياتها منظوراً كلياً للإنسان وفاعلية وجوده, كما أنها ترتبط برؤية العالم, حيث تمتد النزعة الإنسانية في تربية المقاومة لتؤسس رؤية جديدة للوجود, فكل شئ له حق الوجود والحرية والبقاء .