العلاج بالدراما والعلاج الأسري في التعليم

لأن الإنـسان أغلى مـا في الأوطان، فـإنه يحظى بـأعلى اهتمام وأكبر تركيز من المسئولين عنه. ولأن الطفل هو البذرة التي لو أنبتت صلح مستقبل الأمة بأكملها، ولو لم تـجد من يـرعاها ضاع مستقبل تلك الأمة. وجدنا في المترجم تـجربة كاملة وشـاملة للـرعاية بـالأطفال ذوي المشاكل السـلوكية في مـجال التعليم حيث رأى المسئولون أن الطفل لا تتوقف مشكلته عند شخصه وذاته، بل إنها تـمتد إلى أسـرته ومـدرسته والعاملين فـيها. فـتتشكل فرق دعم محترفة مـتعددة الـتخصصات حتى تـغطي جميع جـوانب المشكلة وتـعبر بـالطفل إلى شاطئ الأمان وتأخذ بيده الصغيرة إلى حيث يجب أن يكون … في صدارة اهتمام ورعاية الدولة. وجـدنا في هـذا الكتاب الصورة الكاملة – كـما أطـلقت عـليها الـمؤلفتان – لعمل مـتكامل وشامل ومحترف متعدد التخصصات لتقديم الدعم للطفل وأسرته، بـعد أن كـان الدعم موجها فقط إلى الطفل، فيعود إليهم بنفس المشاكل وربـما بمشاكل أكبر وأعمق بسبب تأثير الأسرة عليه. فحتى لو انصب التركيز على رعاية الطفل وحده، يظل المصدر الأساسي للمشكلة متجذرا في أسرته والبيئة المحيطة به. فكان الـحل الأنـجح دائـما هو علاج المشكلة مـن جميع الزوايا. فـتم تشكيل فريق دعم مـحترف ضم مـن بين أعضائه أخـصائية للعلاج بـالدراما لفهم ما يـدور في نفس الـطفل وعقله ولا يـستطيع التعبير عـنه، والمعالجة الأسـرية للتعامل مـع الأسرة ومـعرفة أسـاس ومنشأ الـمشكلة لـدى أفرادها، وهـناك أيـضا اخصائي علم النفس التربوي لمتابعة سلوك الطفل في المدرسة وأيضا مسئول التضامن الاجتماعي الذي يساعد كل هؤلاء على أداء مهامهم. هـو نموذج فريد في العمل الجماعي الذي لا يهتم أفراده بمن المسئول ولا إلى من ينسب الفضل في النجاح، فالاهتمام كله منصب على الخروج بالطفل من متاهة قد تشوه حياته وتودي بمستقبله. هو نموذج يمكن تطبيقه في شتى مناحي الحياة لمن يـريد التميز والتفوق في إنـجاز أية مهمة. وأي مـهمة أهم وأجلً مـن دعم الطفل وأسرته ومن ثم المجتمع بأسره؟ نــقدم المترجم للمتخصصين في الـعلاج السلوكي للأطفال والمهتمين بالبحث في هذا المجال ليفتح بابا جديدا في علم نفس الطفولة، وليكون أيضا بداية لـعمل مجتمعي شـامل يـدخل في مـجال الـتعليم، لـتكتمل الصورة في مـجتمعاتنا الـعربية وتصبح تـجربة رائـدة نستفيد مـنها جميعا ونكمل عليها ونأخذها خطوات وخطوات إلى الأمام