صاحب الظل الطويل: أبي طويل الساقين

مقالٌ ساخرٌ تكتبه فتاةٌ يتيمةٌ تنتقدُ فيه أوضاع ملجأ الأيتام الذي يؤيها منذ سنوات، يصادفُ أن يقع بين يدي أحد الأوصياء الأثرياء، فتتبدل حياتها من بؤس اليتم إلى الدراسة في كليةٍ عريقة لا يرتادها إلا بنات العائلات الثرية. لكنَّ الوصيَّ يشترطُ، لقاء رعايته لها، أن تداوم على كتابة الرسائل إليه، وأن لا تعرف هويته. ها هي جودي التي عرفت القسوة والبؤس وجهًا لوجه، تلتقي الرحمة والمحبَّة لكن من وراء حجاب! في رسائلها، في رسائلها تحاول جودي أن ترسم صورةً لتلك اليد الحنونة التي امتدت إليها بالرعاية والحنو، فإذا هي ترسم صورةً لنفسها، مُقابِلةً بين حياتها في الملجأ وحياتها الجديدة المُترفة، وما تكشَّفَ لها من ذاتها إثر هذه النقلة المفاجئة. إن كانت الرواية تُقرُّ أنَّ يدًا تمتدُ بالخير من إنسانٍ إلى أخيه قد تُبدِّلُ حياتيهما، وتجعلهما يعرفان حقيقة نفسيهما، فإنها تجعلنا نتساءل: ألا ينالُ الإنسانُ العدالةَ على هذه الأرضِ إلا في غفلةٍ من الرقيب، أو صدفةً من يدِ غني مُحسن؛ ألا تكون العدالة نظامًا؟