السيميوطيقا الثقافية – نحو منظور ثقافي في السيموطيقا

تمثل السيميوطيقا الثقافية ميدانا فرعيا من ميادين السيميوطيقا المتنوعة يتخذ من الثقافة موضوعا للمقاربة والبحث ويعتبرها نسقا مؤتلفا من نصوص ويضطلع بدرس أنساق العلامات والشفرات في ثقافة معينة، مع الأخذ في الاعتبار مساهمات هذه الأنساق في الثقافة. ومن منطلق إطلاق مصطلح “المحيط السيميائي على كلية أنساق العلامات في العالم. يمكننا الدفع بأن السيميوطيقا الثقافية تقارب بالدرس الثقافات كجزء من المحيط السيميائي، ويثير ذلك عدة تساؤلات من أبرزها ، كيف تختلف العلامات، وعمليات العلامة، وأنساق العلامات في ثقافة معينة، عن العلامات، وعمليات العلامة، وأنساق العلامات غير الثقافية (أي الطبيعية )؟ ما الذي يحدد هوية الثقافة ويعين حدودها؟ ما العلاقات والوشائج التي تربط بين الثقافات المختلفة داخل المحيط السيميائي؟ كيف ينشأ التغير الثقافية ويتولد؟ وتوفر السيميوطيقا الثقافية الأسس والمرتكزات والمنطلقات النظرية المطلوبة للإجابة عن هذه التساؤلات وكثرة غيرها. كما توفر إطارا علميا للبحث الإمبيريقي والوصف المقارن لجميع الثقافات التي يحتضنها العالم.