علم النفس الإكلينيكى: التطورات المعاصرة في الفحص والتشخيص والعلاج النفسي

يقدم صورة لعلم النفس الاكلينيكى كما تتم ممارسته حديثاً في البلدان التي حققت تقدما كبيراً في هذا المجال. كما يقدم أيضاً صورة متكاملة لهذا العلم لا تقف عند مجرد الحديث عن القياس النفسى والاختبارات النفسية. فلقد أصبح العلاج النفسى بمثابة المهمة الرئيسية للأخصائى النفسى الاكلينيكى في وقتنا الحاضر، ولم يعد يقتصر عمل الأخصائى النفسى على تطبيق المقاييس وتقديم نتائجها للمساعدة في عملية التشخيص بالعيادة النفسية. وقد قام المؤلف خلال ما يزيد على ثلاثة عقود بالدراسة المتعمقة لأحدث ما وصل إليه هذا العلم، كما قام بتطبيق أحدث التطورات في ممارسته الفعلية لعلم النفس الاكلينيكى مع مرضى حقيقيين يعانون من مختلف أنواع الاضطرابات النفسية. وشارك في الكثير من المؤتمرات والندوات والاحتكاك الفعلى بأقطاب علم النفس الاكلينيكى الذين أسهموا في تطوير النظرية والتطبيق في هذا العلم. كما قام المؤلف بالممارسة الفعلية للعلاج النفسى، وبالتقييم العلمى لنتائج العلاج النفسى لتحديد أكثر العلاجات كفاءة ونجاحاً. وتم أيضاً خلال تلك الفترة الربط بين الدراسة النظرية، والبحث العلمى، والتطبيق العملى. ولم يفعل المؤلف ما فعله البعض إزاء كل جديد في العلم بأن قالوا عنه إنه بدعة سرعان ما تختفي، وأنه لا جديد تحت الشمس. وبذلك قدسوا التخلف وظنوه حصن الأمان من تطورات الزمان. إن علم النفس علم دينامي شديد الخصوبة سريع النمو يربط ربطا ديالكتيكياً ًبين البحث العلمى والتطبيق العملى، كما أنه لا يكبل نفسه بنظريات جامدة تمنعه من التطور والازدهار. ونرجو أن نوفق هنا إلى تقديم صوة متوازنة تغطى الجوانب المختلفة لعلم النفس الاكلينيكى بما يساعد كلا من طلاب العلم وممارسيه أيضاً على أن يروا بعض الجوانب المشرقة لهذا العلم، والتي تجمع بين النظرية والبحث العلمى والممارسة العملية من أجل تحسين الصحة النفسية للفرد والمجتمع.