إن اكتساب أي مجموعة من المعلومات أو القواعد أو القوانين لوصف (الثوابت) في أي مجال من المجالات هو في الحقيقة نتيجة وليس مقدمة، نتيجة مبنية على عدد من المقدمات والحيثيات تختلف طبيعتها باختلاف المجال أو العلم المتعلقة به.
فكتمان هذه المقدمات والاستعلاء عن طرحها والتعامل مع هذه (الثوابت) كمقدمة في ذاتها، واعتبار السؤال والبحث عن أصولها جريمة وتجاوز للحدود هو خلل كبير يتجاهل طبيعة واحتياجات العقل البشري الباحث عن الحقيقة.
كما أن تجاهل كل هذه المقدمات والحيثيات وإسقاط وصف (الثوابت) عن هذه المعلومات والقواعد بدون حيثيات تفوقها قوة هو خلل في استخدام ذات العقل البشري ومنطقه.
وبين هذين الطرفين، جاء هذا الكتاب ليناقش الكثير مما يثار حول أحد تلك الأمور الموصوفة بأنها (ثوابت) في المجال الشرعي الإسلامي، يناقش ما يثار حول (صحيح البخاري) خاصة والسنة النبوية عامة متعمقا في مقدمات وجذور بل ومآلات ما يعتقده ويطرحه المؤيد والمهاجم على سواء، مبتعدا قدر المستطاع عن التناول السطحي أو العاطفي.