بهاء الدين السقا في بلاد الغيلان

نظرت تيرانا الحزينة لكبيرهم الغول العجوز، فقام الغول ورفع حربته متباهيًا، تقدم وأمسك الخنزأور ومدده أرضًا بسهولة، أخذ الكأس من تيرانا الحزينة، وأفرغه في فم الخنزأور وأجبره على الشرب، عاد الغول وأعطى الكأس لتيرانا الحزينة فأعادته لدولابها، وبقي الوزير مستلقيا يبكي ويلطم، دقائق واسترخى جسمه تمامًا، جلس هادئًا ينظر لمن حوله في رضاء كأنه شرب كأسا من البنج المخلط بالحشيش والخمر. فجأة أخذ في الضحك العميق كأنه في خمارة مترعة بالسلم والسلام، وليس بين غيلان خضر والموت ينتظره. قالت تيرانا الحزينة: «المشروب أحيانا يجعل الشارب في مزاج ضاحك، وأحيانا في مزاج قاتم. وأحيانا في حماسة وغيرها وغيرها من الحالات».