الربيع العربي وضرورة الحوار الاجتماعي – دارسة في سوسيولوجيا العمل

يُعد هذا العمل الذي بين أيدينا نداءاً مسئولاً من تخصص علم الاجتماع يعرض للاطارين الفكري والقانوني للحوار الاجتماعي، من خلال الاتفاقيات والمعاهدات الدولية وكذلك الدساتير العربية، فضلا عن تجارب وممارسات عالمية جيدة للحوار الاجتماعي يمكن الاستفادة من نجاحاتها في مجتمعنا العربي، بالإضافة لرؤية علم الاجتماع في خلق حوار اجتماعي فعال بين أطراف الإنتاج في مؤسسات العمل، وكذلك بين أنساق المجتمع من أجل تنوع خلاق لمساعدة المواطن العربي على إكتشاف قدراته وتطويرها، ثم تبصيره من أجل تمكينه من تجاوز أى تناقض وصولا لعالم أفضل من أجل تمكين قدراته في ضوء رؤى الإصلاح الشامل والتنمية حتى يدرك أهمية جهود الإصلاح المبذولة على كافة الأصعدة ويستطيع المواطن بذلك حماية وطنه ومجتمعه، ويزود عنه ضد كل من يحاول إفساده أو النيل منه داخلياً أو خارجياً. من هنا كانت ضرورة الحوار الاجتماعي كثمرة للربيع العربي، وكخارطة طريق للمواطنة الصالحة لبناء الأوطان. ويتضمن الحوار الاجتماعي التنوع الخلاق، والإنطلاق من أن رأينا صواب يحتمل الخطأ ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، فلكل منا دوره ووظيفته وعلى كل منا أن يستثمر قدراته في تعظيم دوره من أجل تقوية العقل الجمعي، والضمير الجمعي، الذي يشارك في صياغتهما كل الأطراف والأنساق بدون تعال ولا خيلاء، ويقتسمون معا ثمار جهودهم في هذا المجال. حفظ الله المخلصين من أبناء الوطن وحماته وحراسه، ورد المارقين إلى طريق الحق، ليلتقوا على كلمة سواء، ومن خلال حوار اجتماعي فعال، وسدد على طريق الحق خطاهم. أ. د. البسيوني عبد الله جاد البسيوني، أستاذ علم الاجتماع كلية الآداب جامعة الزقازيق، مصر.