الكلمة الأخيرة

سلام الله علي ملوك وأمراء وزعماء ورؤساء وطننا العربي الحُر الأبيّ، بل هي ملايين التحايا نحملها إليكم من رعاياكم الذين أجهدتهم الفُرقة، وأتعبهم الشتات، وفارقهم الأمل، وكساهم الحزن، وأذلتهم الحياة، وأراحهم الموت.
نقف بين أيديكم الآن مُمَثلين لملايين الشباب العربي الذين ما إن دعوناهم إلي الوقوف معنا وتبني دعوة الشعوب العربية لتحقيق الوحدة العربية المنشودة لبُّوا النداء، وأتوا إلينا مُسرعين، فلقد رأيناهم يسرعون إليها.. عازمين علي تحقيقها، كأنهم وجدوا فيها ضالتهم، فقد أدركوا أنه لا كرامة لتلك الأمة إلا باتحاد شعوبها، وأنه لن تكون لها عزة إلا بتقارب زعمائها، فمصائر أمتنا العربية الآن مرهونة باتحادكم، وتماسككم، وعدم اختلافكم، فنحن نريد لأمتنا أن تسترد مجدها، وعزها، وكرامتها وأن تسود الأُمم، كما كان لها الريادة فى شتى المجالات حين كانت على قلب رجل واحد، وإن دبَّت الخلافات بينها تمزقت أوصالها، وتداعت عليها الأمم، وصارت مثل شابٍ انحنى ظهره فلا يقوى على النهوض. فأنى لكم أن ترتضوا لها ذلك!