تصاب آمال بسرطان الثدي. يُستأصل ثديها. وتروح تتذكّر، خلال جلسات العلاج، مراحل من حياتها، تتذكّر الأيدي التي لامست ثديها، وتسترجع صوراً من علاقاتها مع رجالٍ مختلفين.
يعاتبني الثدي المسكين ويهمس لي: “كيف يطاوعك قلبك على أن تقطعيني وترميني خارجك!!”. استفاق بهاؤه وأشعرني بقوامه الصلب ورشاقته. تندّت راحة يدي من دموعه، وبمشقة قال لي: “احتفظي بذاكرتي لو سمحتِ”. ضغطته بقوة محاوِلةً تحسّس الكتلة السرطانية العميقة، سألته بدهشة: “هل تملك ذاكرة؟” ضحك بصوت واهن وهو يجيب كأنه يعطيني حكمة هامة: “ذاكرة المرأة في نهدها”.