77 حدوتة مجرية

لقد اقتربت من هذه الحكايات بطريقة مماثلة تمامًا لتلك التي يسلكها العازف الموسيقي عند تلحينه “النشيد الوطني”. ولدت هذه الحكايات في جميع أنحاء المناطق المأهولة بمن ينتمون للقومية المجرية والمقدر عددهم بأربعة عشر مليون نسمة، والذين يحملون في داخلهم شكل الجملة والنغمة الموسيقية اللغوية التي تخص كل منطقة على حدة، والمفهومة بالنسبة للمناطق الأخرى غالبًا. لقد أردت توحيدها وجعلها مفهومة بالنسبة للجميع تمامًا، لكن بطريقة أن تحتفظ بأصلها ولا تفقد أيًّا من خصوصيتها وتفردها؛ فالأمة يجب أن تكون أكثر نضجًا بتعدديتها من ناحية، وثراء وحرية الفكر من ناحية أخرى كالرسام مع ألوانه: في هذه الحكايات التي لا تعود نشأتها إلى يومنا هذا لا يقف القانون اللغوي مكتملا: فالعناصر المشكّلة لحلاوة لغتنا هم من الطبقة الشعبية المطحونة من المزارعين المساكين مثلهم كأفضل الأساتذة المحترفين. والحفاظ على هذه الحواديت هو التزام وطني شأنه شأن حماية الآثار لا ينبغي التفريط فيها أبدًا.
جولا إياش “Illyés Gyula”