دلني كيف أكون سعيدا؟

موضوع السعادة من الموضوعات التى نعتقد أنها شغلت الإنسانية منذ وجودها علي هذا الأرض . إذ أن الإنسان قد أوقفته للتفكير حالات المرض وكذا حالات الموت .. وأخذ بفكر ويتساءل : إذا كان نهاية كل كائن حي هي الموت فكيف يسعد بحياته تلك .
وقد حاولنا قدر الإمكان أن ( نغوص ) في بحر السعادة فالسعادة رغم أنها كلمة واحدة الا أن البعض يري أن السعادة ( سراب ) و ( زئبق ) و ( أوهام ) وأن الدنيا دار تعب وشقاء والأخة دار سعادة وجنان .
في حين أن البعض رفض هذا القول جملة وتفصيلاً ورأى أن السعادة موجودة في هذه الحياة ، وعلينا أن نبحث عنها وأن رحلة البحث عن السعادة تؤدي في نهاية المطاف الى السعادة حتى وإن أتت النتائج بأقل مما كان الفرد يتوقعه . ومن العريب في نهاية بحثنا عن السعادة إكتشفنا أن ما يسعد ( س ) قد لا يسعد ( ص ) وان ( ل ) قد ستمنى شيئاً محدداً فإذا حصل عليه بدأ عليه ( الملل والرغبة في التخلص منه ) وهذا يشير الى حقيقة من حقائق الوجود الإنساني علي هذه الأرض : إن السعادة الكاملة المطلة لا وجود لها في عالمنا الإنساني وأن ( النقص ) من الطبيعة الإنسانية ، وعلي الإنسان لكي يكون سعيداً أن يرضي بالكثير من حقائق الوجود الإنساني وأهم حقيقة ( الرضا بما قدرة له الله أى الرضا بالمكتوب وأن لا يستسلم للبكاء وندب الحظ أو اللطم علي الوجه ) وأن يثابر ويجاهد نفسه ، وأن يرشي عن نفسه ويتصالح معها .
ولقد حاولنا من خلال ( سبع ) فصول أن نغطي هذا الموضوع ( السهل / الصعب / المعقد / المحبب للنفس ) .
فجاء الفصل الأول بعنوان : ماهى السعادة ، والفصول من الثاني الى السابع عن مكونات السعادة سواء أكانت في الجانب الجسمي أو العقلي أو الإنفعالي أو الإجتماعي أو الديني / الأخلاقي وأخيراً الجانب النفسي .
آملين بذلك أن نسد نقصاً واضحاً لمثل هذه الكتابات في المكتبة العربية .
وآملين أيضاً أن ننشر ثقافة الوعي بالنفس والذات من جانب اخر .
متمنياً للجميع السعادة ، وأن لا تفارقهم السعادة وهم منهمكين في قراءة .