14.99 دولار
حين أقول” قراءة إنسانية للدين” أقصد فهم الإنسان للدين والتديّن وفق ما تقتضيه أبعاد إنسانيته. فالدين للإنسان وليس لله. إنه وليد آلام الإنسان وحاجاته من ناحية، وصنيعة التجارب الدينية للإنسان المحتاج صاحب المعاناة من ناحية ثانية، حتى يخفّف من آلامه ويشبع حاجاته. ولا يستطيع الانسان أن يفهم دينه بما يتناقض مع شطر من إنسانيته وأبعادها، كأن يتناقض مع الفلسفة أو الحقوق أو القِيَم مثلاً…
على الضد من هذه القراءة، تقف القراءة غير الإنسانية، أو فوق الإنسانية، للدين، القائلة بأن الدين هو مجموعة من الأحكام الغيبية المتعالية على عقل الإنسان، والتي نزلت من الله على البشر، معنى هذا التصوّر أن الإنسان، كما ظهر على مَرّ التاريخ، وأفصح عن أبعاد وجوده، وكما تطورت ثقافته على مَرّ الزمن، شيء، والدين شيء آخر، وهذا يعني الانقطاع بين الانسان والله، ويغدو الوحي أمر غيبي، يدخل عالم الإنسان من عالم الغيب، فيغيّر عالمه ويفنيه، ويُسقط كل المعارف الأخرى، ولا يقرّ معرفة لم تأتِ من الغيب.
في القراءة غير الإنسانية تضطرب معايير العالم الإنساني، ولا تبقى قيمة للعلم، ولا للفلسفة، ولا للحقوق، ولا للقيم الإنسانية، في مثل هذه الحالة يشطب الدين على الإنسان، بهذا المعنى يصبح الدين وادياً من الظّلُمات ليس من اليسير الخروج منه.
أعلم أن البعض يعدّون القراءة الإنسانيّة للدين نفياً لألوهية الله، هؤلاء لا يبتبّهون إلى حقيقة أن الإنسان كيفما تحدّث عن الله وصفاته فلن يستطيع ذلك إلا بمفاهيم إنسانيّة.
🚚 التوصيل المتوقع: 3-8 أيام عمل.
الوزن | 0.4 كيلوجرام |
---|---|
الكاتب | |
المترجم | |
الناشر | |
عدد الصفحات | 224 |
مقاس الكتاب | 17*24 |
الترقيم الدولي | 9789938886474 |