عبقرية الرسول في اكتساب العقول

بعث الله – عز وجل – النبي محمدًا (صلى الله عليه وسلم) إلى البشرية جمعاء؛ ليخرجها من ظلمات الجهل إلى نور الحق، فكان رحمة مهداة ونعمة مسداة لكل البشر. على حدٍّ سواء؛ وصدق فيه قول الحق تبارك وتعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء:107], وبنى رجالاً حملوا الرسالة على أعناقهم بهمم عالية لا تعرف اليأس، وعزيمة قوية صادقة أخلصت النية لله رب العالمين. ومن عظمة النبي (صلي الله عليه وسلم) قدرته على اكتساب العقول المختلفة إذا ما تخلَّت عن جاهليتها، وأسلمت نفسها لفطرة الله عز وجل، فاكتسب (صلى الله عليه وسلم) بعبقريته رجالاً عظماء قلَّ أن يجود التاريخ بأمثالهم في زمن تكاثر فيه أشباه الرجال وظهر فيه الغوغاء، وكان هؤلاء الرجال خير جيل لخير مُعلم قد أدى رسالته ونصح لأمته ودلها على الخير.
وفي هذا الكتاب نعرض مواقف من عبقريته (صلى الله عليه وسلم) في تعامله مع البشر باختلاف أصنافهم وأجناسهم بأسلوب شائق بعيد عن التعقيدات والتأويلات الغريبة؛ بما يؤكد صدق نبوته ودعوته (صلى الله عليه وسلم).