الراوي والمتجردة

خطتي أن اتفرغ للأجود والاجدي مخلصا من وجوه وأحداث طوقت كاهلي حقا وأرهقتني جدا والغاية ان أخلق كائنات تقف من الواقعي والافتراضى موقف بين أو في هيئة الكيان المتمازج المركب كائنات تشاركنا فى الادمية والافعال الاعتيادية لكنها كما نحن تختلف وتتمايز فى الأعراض والسلوكيات معها أنا الحبل الناظم الممدود إليها الذي لولاه لا نسج ولا سرد لا وصل ولا وصال كائنات أنفث فيها الحياة وأحركها في مآويها وفضاءاتها الأخرى كما طي مساعيها في حلبات الوجود المرتج ومصطدمات المنازع والأهواء معرضة لضربات القدر القاسيات او لطوالع السعد والاستبشار اما تناوبا واما اطرادا. مطلقة اذن هي حريتي فى رسم منحنيات عيش تلكم الكائنات ومصائرها متقاطعة متلاقية تارات ومتوازية متجاورة اطوارا ومن خلف ستار يتراوح نسجه بين السميك والشفيف اراها ولا تراني أدركها ولا تدركني أتخيلها متى شئت أو حلالي بينما هي لا تحسني ولا تحيط بي وغير ذلك من مقامات الإيحاب والسلب ومدارج الممكن والمحال هذا ولا شيء يمنعها من أن تسال عني وتتمنى لقائي قصد قضاء أغراض وحاجات اما ان تخرج يوما من تدبيري أنا الراوي شاهرة علي شكاواها وعصيانها وربما عصيها وأسلحة بيضاء أو رصاصية فهذا واوغل منه لو حدث لكان من صميم المعجزات وهيهات هيهات! لكني فى المقابل لا استبعد بروز بطلة استثنائية اسلمها مقاليد الرواية عن نفسها بنفسها أو قل انها وقد بلغت من مسلكها ذروته ومن وعيها اعظمه باتت تتكلم علي غرار ما يقر بامكانه .لسانيون اكفاء ويشهد له مبدعون افذاذ