القاهرة المدينة المتنازع عليها – عن الحوكمة والمكان الحضري والحداثة العالمية

هذا هو الرفيق الثاني للموسوعة الضخمة القاهرة المدينة العالمية” التي صدرت الترجمة العربية لها في عام 2015، ويقوم فيه أيضًا مجموعة من العلماء الذين ينتمون إلى العديد من فروع المعرفة، والأعراق البشرية، والسياقات، والتطبيقات بتشريح جوانب أخرى مهمة من جوانب المدينة العريقة، وتسليط الأضواء الكاشفة عليها التعرف خبايا المدينة، وخبايا قاطنيها في حياتهم اليومية بعيون فاحصة ومحايدة. وتقوم هذه الموسوعة في كل فصل من فصولها، وشأنها شأن الجزء الأول، بتحليل تأثيرات العولمة على المدينة العملاقة وكيف تتفاعل معها، وكيف تؤدي تدفقات العمالة ورأس المال والمعلومات إلى إعادة تشكيل حدود المدينة وبنيانها الاقتصادي والمشهد الحضري لسياساتها وشكلها المادي. كما يوضح هؤلاء الخبراء كيف تتغلغل العولمة في آليات السلطة العامة وتصل إلى كل مستويات الحياة الاجتماعية حتى تصل إلى مستوى الحي. ثم توضح كيف كـ يستجيب رجل الشارع العادي لآليات العولمة وكيف يقوم بمقاومتها أو تطويعها وإعادة صياغتها بحيث تبدو وكأنها محلية المنشأ. وعلى الرغم من أن هياكل الحكم المصرية ترتاب في الحياة الجماعية، وتمقت تقاسم السلطة، وتضعف دور العامة في إعادة تشكيل مدينتهم، فإنها لا تستطيع أن تمنعهم من ذلك.
ما الذي يحدث للمدينة التي أدت الليبرالية الجديدة إلى تقليص الخدمات العامة وتشجيع خصخصة السلع العامة، في حين أن الغالبية العظمى لا يمكنها تحمل آثار مثل هذه السياسات؟ من الفائز ومن الخاسر في “المسيرة نحو الحداثة والعالمي”، بينما الحكومة ماضية بدأب في عمليات تحويل الأماكن العامة والأسواق تحت مزاعم النمو، والأمن، والحداثة؟ كيف يكافح القاهريون مع بيئة بيروقراطية معقدة حيث الشرعية هي فقط ميزة في متناول القلة والمقربين من السلطة.